فصل: تفسير الآيات (5- 8):

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.تفسير الآيات (5- 8):

قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا (5) إِنَّ مَعَ العسر يسرا (6) فَإِذَا فرغت فانصب (7) وَإِلَى رَبِّكَ فارغب (8)}

.مناسبة الآية لما قبلها:

قال البقاعي:
ولما ذكر هذه المآثر الشريفة التي هي الكمال، وكان الكمال لا يصفو إلا مع مساعدة الأقدار، فإن الهمم إذا عظمت اتسعت مجالاتها، فإذا حصل فيها تعطيل حصل فيها نكد حسبه، بين أنه أزال عنه العوائق في عبارة دالة على أن سبب المنحة بهذه الكمالات هو ما كان- صلى الله عليه وسلم فيه من الصبر على الأكدار، وتجرع مرارات الأقدار، فقال مؤكداً ترغيباً في حمل مثل ذلك رجاء في الإثابة بما يليق من هذه المعالي مبالغاً في الحث على تحمله بذكر المعية إشارة إلى تقارب الزمنين بحيث إنهما كانا كالمتلازمين مسبباً عما مضى ذكره من حاله من الضحى: {فإن} أي فعل بك سبحانه هذه الكمالات الكبار بسبب أنه قضى في الأزل قضاء لا مرد له ولا معقب لشيء منه أن {مع العسر} أي هذا النوع خاصة {يسرا} أي عظيماً جدًّا يجلب به المصالح ويشرح به ما كان قيده من القرائح، فإن أهل البلاء ما زالوا ينتظرون الرخاء علماً منهم بالفطرة الأولى التي فطر الناس عليها أنه المتفرد بالكمال، وأنه الفاعل بالاختيار لنسمه الكوائن بأضدادها، وقد أجرى سنته القديمة سبحانه وتعالى بأن الفرج مع الكرب، فلما قاسى- صلى الله عليه وسلم مما ذكر في الضحى من اليتم الشديد وضلال قومه العرب خاصة كلهم الذين ألهمه الله تعالى مخالفتهم في أصل الدين بتجنب الأوثان، وفي فرعه بالوقوف مع الناس في الحج في عرفة موقف إبراهيم عليه الصلاة والسلام، ومن العيلة ما لم يحمله أحد حتى كان بحيث يمتن سبحانه وتعالى عليه بإنقاذه منه في كتابه القديم وذكره الحكيم، وكان مع تحمل ذلك قائماً بما يحق له من الصبر ويعلو إلى معالي الشكر «فيحمل- كما قالت الصديقة الكبرى خديجة رضي الله تعالى عنها- الكَلَّ، ويقري الضيف، ويصل الرحم، ويعين على نوائب الحق».
ثم حمل أعباء النبوة فكان يلقى من قومه من الأذى والكرب والبلاء ما لم يحمله غيره، بشره الله تعالى بأنه ييسر له جميع ذلك ويلين قلوبهم فيظهر دينه على الدين كله، ويغني أصحابه رضى الله عنهم بعد عيلتهم، ويكثرهم بعد قلتهم، ويعزهم بعد ذلتهم، ويصير هؤلاء المخالفون له أعظم الأعضاد، وينقاد له المخالف أتم انقياد، ويفتح له أكثر البلاد، ليكون هذا العطاء في اليسر بحسب ما كان وقع من العسر، فإنه قضى سبحانه وتعالى قضاء لا يرتد أنه يخالف بين الأحوال، دليلاً قاطعاً على أنه تعالى وحده الفعال، وأن فعله بالاختيار، لا بالذات والإجبار.
ولما كان العسر مكروهاً إلى النفوس، وكان لله سبحانه وتعالى فيه حكماً عظيمة، وكانت الحكم لا تتراءى إلا للأفراد من العباد، كرره سبحانه وتعالى على طريق الاستئناف لجواب من يقول: وهل بعده من عسر؟ مؤكداً له ترغيباً في أمره ترقباً لما يتسبب عنه مبشراً بتكريره مع وحدة العسر وإن كان حمل كل واحد منهما على شيء غير ما قصد به الآخر ممكناً فقال: {إن مع العسر} أي المذكور فإنه معرفة، والمعرفة إذا أعيدت معرفة كانت غير الأولى سواء أريد العهد أو الجنس {يسرا} أي آخر لدفع المضار والمكاره، فإن النكرة إذا أعيدت نكرة احتمل أن تكون غير الأولى، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إنها غيرُها» فقال الحسن البصري: إن الآية لما نزلت قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أتاكم اليسر؛ لن يغلب عسر يسرين» وقد روى هذا من أوجه كثيرة، وروى عبد الرزاق عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: «لو كان العسر في جحر ضب لتبعه اليسر حتى يخرجه» وللطبراني عنه رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو كان العسر في جحر لدخل عليه اليسر حتى يخرجه» ثم قرأ رسول الله- صلى الله عليه وسلم الآية.
قال الحافظ نور الدين الهيثمي: وفيه أبو مالك النخعي وهو ضعيف، ورواه الطبراني أيضاً في الأوسط والبزار عن أنس رضى الله عنه بنحوه، قال الهيثمي: وفيه عائذ بن شريح وهو ضعيف، وروى الفراء عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس- رضى الله عنهما- أن النبي- صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم وهو يضحك ويقول:«لن يغلب عسر يسرين».
وروى عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن الحسن به مرسلاً، ومن طريقه أخرجه الحاكم والبيهقي في الشعب ورواه الطبري من طريق ابن ثور عن معمر، ورواه ابن مردويه من طريق أخرى موصولاً وإسناده ضعيف، وفي الباب عن عمر ذكره مالك في الموطإ عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر رضى الله عنه أنه بلغه أن أبا عبيدة رضى الله عنه حضر بالشام فكتب إليه كتاباً فيه و«لن يغلب عسر يسرين» ومن طريقه رواه الحاكم، قال ذلك شيخنا ابن حجر في تخريج أحاديث الكشاف، وقال: وهذا أصح طرقه- انتهى.
وهذا من جهة أن اليسر نكرة والعسر معرفة، وقد اشتهر أن النكرة إذا أعيدت نكرة فالثاني غير الأول، والمعرفة بالعكس، قال الشيخ سعد الدين التفتازاني في أول تلويحه في الكلام على المعرفة والنكرة: الكلام فيما إذا أعيد اللفظ الأول إما مع كيفيته من التنكير والتعريف أو بدونها، وحينئذ يكون طريق التعريف هو اللام أو الإضافة ليصح إعادة المعرفة نكرة وبالعكس، وتفصيل ذلك أن المذكور أولاً إما أن يكون نكرة أو معرفة، وعلى التقديرين إما أن يعاد نكرة أو معرفة فيصير أربعة أقسام، وحكمها أن ينظر إلى الثاني، فإن كان نكرة فهو مغاير للأول، وإلا لكان المناسب هو التعريف بناء على كونه معهوداً سابقاً بالذكر، إن كان معرفة فهو الأول حملاً له على المعهود الذي هو الأصل في اللام والإضافة، وذكر في الكشف أنه إذا أعيدت النكرة نكرة فالثاني مغاير للأول وإلا فعينه فإن المعرفة تستغرق الجنس، والنكرة تتناول البعض، فيكون داخلاً في الكل سواء قدم أو أخر، وفيه نظر، أما أولاً فلان التعريف لا يلزم أن تكون للاستغراق بل العهد هو الأصل، وعند تقدم المعهود لا يلزم أن تكون النكرة عينه، وأما ثانياً فلان معنى كون الثاني عين الأول أن يكون المراد به هو المراد بالأول، والجزء بالنسبة إلى الكل ليس كذلك، وأما ثالثاً فإن إعادة المعرفة نكرة مع مغايرة الثاني للأول كثير في الكلام، قال الله تعالى: {ثم آتينا موسى الكتاب تماماً} [الأنعام: 154] إلى قوله: {وهذا كتاب أنزلناه} [الأنعام: 155] وقال تعالى: {اهبطوا بعضكم لبعض عدو} [البقرة: 36] وقال تعالى: {ورفع بعضكم فوق بعض درجات} [الأنعام: 165] إلى غير ذلك، وقال غيره: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتاباً من السماء} [النساء: 153] ومنه قول الشاعر:
إذا الناس ناس والزمان زمان

فإن الثاني لو كان عين الأول لم يكن في الإخبار به فائدة- انتهى.
قال: واعلم أن المراد أن هذا هو الأصل عند الإطلاق وخلو المقام عن القرائن وإلا فقد تعاد النكرة مع عدم المغايرة كقوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} [الزخرف: 84] {وقالوا لولا نزل عليه آية من ربه قل إن الله قادر على أن ينزل آية} [الأنعام: 37] {ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة} [الروم: 54] يعني قوة الشباب، ومنه باب التأكيد اللفظي، وقد تعاد النكرة معرفة مع المغايرة كقوله تعالى: {وهذا كتاب أنزلناه مبارك} إلى قوله: {أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا} [الأنعام: 156] وقال غيره: {فلا جناح عليهما أن يصلحا بينهما صلحاً والصلح خير} [النساء: 128] المراد بالنكرة خاص وهو الصلح بين الزوجين، وبالمعرفة عام في كل صلح جائز {زدناهم عذاباً فوق العذاب} [النحل: 88] فإن الشيء لا يكون فوق نفسه- انتهى.
قال: وقد تعاد المعرفة معرفة مع المغايرة كقوله تعالى: {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقاً لما بين يديه من الكتاب} [المائدة: 48] وقال غيره: {قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء} [آل عمران: 26] الأول عام والثاني خاص، {هل جزاء الإحسان إلا الإحسان} [الرحمن: 60] الأول العمل والثاني الثواب {وكتبنا عليهم فيها أن النفس بالنفس} [المائدة: 45] الأولى القاتلة والثانية المقتولة- انتهى، قال: وقد تعاد المعرفة نكرة مع عدم المغايرة كقوله تعالى: {أنما إلهكم إله واحد} [الكهف: 110] ومثله كثير، والمعرفة مثل النكرة في حالتي الإعادة معرفة والإعادة نكرة في أنها إن أعيدت معرفة كان الثاني هو الأول، وإن أعيدت نكرة كان غيره، ثم مثل بالآية التي هنا، وقال: وهذا مبني على أن تنكير {يسرا} للتفخيم وتعريف {العسر} للعهد، أي {العسر} الذي أنتم عليه أو الجنس أي الذي يعرفه كل أحد، فيكون اليسر الثاني مغايراً للأول بخلاف {العسر}- انتهى.
وقال في الكشاف: وأما اليسر فمنكر متناول لبعض الجنس، فإذا كان الكلام الثاني مستأنفاً عن منكر تناول بعضاً غير البعض الأول بغير الإشكال.
ولما علم من هذا أن المواد تكون بحسب الأوراد الشداد لما على الممدود من الشكر، ولما علم للشاكر من الوعد بالمزيد، قال مسبباً عما أعطاه من اليسر بعد ذلك {العسر} ندباً له إلى الشكر وإعلاماً بأنه لا ينفك عن تحمل أمر في الله: {فإذا فرغت} أي بما آتاك من اليسر يسر من جهادك الذي أنت فيه في وقت المخاطبة بهذا الكلام مما يوجب عسراً في المآل أو الحال، وعقبه {العسر} في أي موضع كان لاسيما عند دخول الناس في الدين أفواجاً، أو من العبادة الثقيلة العظيمة بسماع الوحي وتحمله، أو من الغرض بالتيسير الذي بشرناك به {فانصب} أي بالغ في التعب بعبادة أخرى من التسبيح والاستغفار، أو النفل لمن أولاك هذا المعروف {وإلى ربك} أي المحسن إليك بما ذكر في هاتين السورتين خاصة {فارغب} أي بالسؤال لأنه القادر وحده كما قدر على تربيتك فيما مضى وحده، لأنه المختص بالعظمة، فلا قدرة أصلاً إلا لمن يعطيه ما يريده منها، والرغب شعار العبد دائماً في كل حال أي افعل ذلك {ألم نشرح لك صدرك} فقد اتصل هذا الآخر بالأول اتصال المعلول بالعلة، ولاءم ما بعدها بذلك أيضاً بعينه ملاءمة الشمس بالأهلة، وآخر هذه السورة مشير إلى الاجتهاد في العبادة عند الفراغ من جهاد الكفار في جزيرة العرب بعد انقضاء ما يوازي عدد آي هذه السورة من السنين بعد الهجرة، وهي ثمان، رغبة في الأخرى التي هي خير من الأولى، إشارة إلى قرب الأجل بما أشارت إليه سورة النصر- كما سيأتي إن شاء الله تعالى. اهـ.

.من أقوال المفسرين:

.قال الفخر:

{فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا (5) إِنَّ مَعَ العسر يسرا (6)} وفيه مسائل:
المسألة الأولى:
وجه تعلق هذه الآية بما قبلها أن المشركين كانوا يعيرون رسول الله صلى الله عليه وسلم بالفقر، ويقولون: إن كان غرضك من هذا الذي تدعيه طلب الغنى جمعنا لك مالاً حتى تكون كأيسر أهل مكة، فشق ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى سبق إلى وهمه أنهم إنما رغبوا عن الإسلام لكونه فقيراً حقيرًا عندهم، فعدد الله تعالى عليه مننه في هذه السورة، وقال: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صدرك وَوَضَعْنَا عَنكَ وزرك} [الشرح: 1، 2] أي ما كنت فيه من أمر الجاهلية، ثم وعده بالغنى في الدنيا ليزيل عن قلبه ما حصل فيه من التأذي بسبب أنهم عيروه بالفقر، والدليل عليه دخول الفاء في قوله: {فَإِنَّ مَعَ العسر يسرا} كأنه تعالى قال لا يحزنك ما يقول وما أنت فيه من القلة، فإنه يحصل في الدنيا يسر كامل.
المسألة الثانية:
قال ابن عباس: يقول الله تعالى: «خلقت عسراً واحدًا بين يسرين، فلن يغلب عسر يسرين»، وروى مقاتل عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «لن يغلب عسر يسرين» وقرأ هذه الآية، وفي تقرير هذا المعنى وجهان:
الأول: قال الفراء والزجاج: العسر مذكور بالألف واللام، وليس هناك معهود سابق فينصرف إلى الحقيقة، فيكون المراد بالعسر في اللفظين شيئاً واحدًا.
وأما اليسر فإنه مذكور على سبيل التنكير، فكان أحدهما غير الآخر، وزيف الجرجاني هذا وقال: إذا قال الرجل: إن مع الفارس سيفاً، إن مع الفارس سيفاً، يلزم أن يكون هناك فارس واحد ومعه سيفان، ومعلوم أن ذلك غير لازم من وضع العربية.
الوجه الثاني: أن تكون الجملة الثانية تكريراً للأولى، كما كرر قوله: {وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لّلْمُكَذّبِينَ} [المطففين: 10] ويكون الغرض تقرير معناها في النفوس وتمكينها في القلوب، كما يكرر المفرد في قولك: جاءني زيد زيد، والمراد من اليسرين: يسر الدنيا وهو ما تيسر من استفتاح البلاد، ويسر الآخرة وهو ثواب الجنة، لقوله تعالى: {قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلا إحدى الحسنيين} [التوبة: 52] وهما حسن الظفر وحسن الثواب، فالمراد من قوله: «لن يغلب عسر يسرين» هذا، وذلك لأن عمر الدنيا بالنسبة إلى يسر الدنيا، ويسر الآخرة كالمغمور القليل.
وهاهنا سؤالان:
الأول:
ما معنى التنكير في {اليسر}؟
جوابه: التفخيم، كأنه قيل: إن مع اليسر يسرا، إن مع العسر يسرا عظيماً، وأي يسر.
السؤال الثاني:
{اليسر} لا يكون مع {العسر}، لأنهما ضدان فلا يجتمعان.
الجواب: لما كان وقوع {اليسر} بعد {العسر} بزمان قليل، كان مقطوعاً به فجعل كالمقارن له.
{فَإِذَا فرغت فانصب (7)}.
وجه تعلق هذا بما قبله أنه تعالى لما عدد عليه نعمه السالفة، ووعدهم بالنعم الآتية، لا جرم بعثه على الشكر والاجتهاد في العبادة، فقال: {فَإِذَا فرغت فانصب} أي فاتعب يقال: نصب ينصب، قال قتادة والضحاك ومقاتل: إذا {فرغت} من الصلاة المكتوبة {فانصب} إلى ربك في الدعاء وارغب إليه في المسألة يعطك، وقال الشعبي: إذا {فرغت} من التشهد فادع لدنياك وآخرتك، وقال مجاهد: إذا {فرغت} من أمر دنياك {فانصب} وصل، وقال عبد الله: إذا {فرغت} من الفرائض {فانصب} في قيام الليل، وقال الحسن: إذا {فرغت} من الغزو فاجتهد في العبادة، وقال علي بن أبي طلحة: إذا كنت صحيحاً {فانصب}، يعني اجعل فراغك نصباً في العبادة يدل عليه ما روي أن شريحاً مر برجلين يتصارعان، فقال: الفارغ ما أمر بهذا إنما قال الله: {فَإِذَا فرغت فانصب} وبالجملة فالمعنى أن يواصل بين بعض العبادات وبعض، وأن لا يخلي وقتاً من أوقاته منها، فإذا فرغ من عبادة أتبعها بأخرى.
{وَإِلَى رَبِّكَ فارغب (8)}
ففيه وجهان.
أحدهما: اجعل رغبتك إليه خصوصاً ولا تسأل إلا فضله متوكلاً عليه.
وثانيها: ارغب في سائر ما تلتمسه ديناً ودنيا ونصرة على الأعداء إلى ربك.
وقرئ {فرغب} أي رغب الناس إلى طلب ما عنده، والله سبحانه وتعالى أعلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. اهـ.